- مظاوي
- الجنس : عدد المساهمات : 249
نقاط : 1110
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 21/01/2010
الموقع : في العزبه
العمل/الترفيه : راعي ابل
قصه بيني وبين العصفور
الجمعة يوليو 16, 2010 3:14 pm
السلام عليكم ورحمة الله بركاتة
تحيه طيبه
هذي القصه
منقـــــوله
وهي جميله
حبيت اطرحها لكم
اتمنى تعجبكم
.(قصة قصيرة من الواقع )
نظرت الى القفص الذهبي المعلق على وتد في حديقة منزلنا .. زوجان من العصافير الجميلة نظرت اليها .. ونظر الي منها عصفور .. ودار بيننا هذا الحوار ..
- فكي قيدي .. افتحي هذه السدود ... دعيني ارفرف بين تلك الغيوم .. ردي حريتي .. هاتي ملكيتي .. حرريني ..
- كيف افك قيدك من يطربني .. في ليلي الحزني .. ومن يغني اغاني الدوح كلما نال مني الحنين ..
- فكي قيدي .. لأطير قليلا .. احرك جناحي .. واعود .
وقف على السور الكبير المحيط بحديقتنا طائر آخر ... وناشدني :
- نعم فكيه .. افتحي بوابة الذهب .. دعيه يغرد بلا تعب .. ويطير بين تلك السحب .. فكيه وسيعود ..
احترت في كلامهما ..
- هل ستعود ؟
- نعم ... نعم .. اعدك ان اعود ...
- هل تعدني ؟؟ انت تعود ..
- نعم .. نعم هيا فكي قيدي .. هيا مدي يديك .. افتحي قفصاً ضاقت منه روحي .. وتقلصت بينه جناحيي .. فكي قيدي .. فكيه .. سأعود من جديد ..
ومددت يدي , الى باب القفص الذهبي .. وفتحته ... غرد الطائر في فرح صفق بجناحية استعداداً للرحيل .. استعداداً كي يطير ... ادخلت يدي الى القفص اخذته بيدي طائر صغير خفيف رقيق ناعم جداً كانت تلك اول مرة المسه بيدي .. حملته بكلتا يدي ورفعت يديي عالياً .. واطلقت سراحه ...
طار بعيداً , لم ينظر حتى الي .. طار عالياً .. حلق بجناحية .. بعيداً .. جداً .. توارى خلف الغيوم بعيداً لم اعد اراه ... نظرت الى القفص .... بقي به عصفور وحيد .. حزين كسير ...
مرت الايام .. وانا انتظر كل يوم الى جوار القفص انتظر عودته كما وعدني .. كلما سمعت طيوراً تغرد انتظر علني اجده بين تلك الطيور .. ولكن لم يعد ...
مر العام .. والوعد قائم ولكن ليس هناك من يوفي بالوعد .. لم اشاء ان اسيء الظن به .. قلت ربما .. ربما ..
انه ظل الطريق .. ربما وقع بين انياب قط جائع .. ربما .. ربما ... ربما ... وضعت له الاف الاحتمالات ونسجت بمخيلتي الاف الاعذار .. لم اشاء ان اشك فيه .. فبيننا وعد ...
في صباح أحد الايام ايقضني صوت نقر خفيف على نافذة غرفتي !!
فتحت النافذة ... انه هو .. طائري الجميل ..
- لقد عدت لي كما وعدت
- لا .. لا .لم اعد ..
- لم تعد .. اليس بيننا وعد ؟؟
- نعم ولكن !!
- أي لكن .. الم تعدني .. اين الوفاء بالوعد ؟؟؟ لقد وثقت بك ؟؟
- لا لم أخن وجئت اليك كما وعدتك ولكني لن اعود لذاك القفص .. لن اعود الى الحرمان .. لن اعود الى البُعد ..
- الم تكن سعيداً في قفصك ؟؟ هل قصرت معك بالطعام ؟؟ بالشراب ؟؟ هل منعت عنك الهواء ؟؟؟
- هناء .. انظري للعالم من حولك .. أي جمال ترينه ان كنت لا تلمسية .. اين السعادة ان كنت لا تستخدمين اسبابها .. لقد خلقت للطيران هذان جناحي لم يخلقا لأوضع في الاقفاص ؟؟ لقد ذقت طعم الحرية .. ولن اتنازل عنها لاي كان ..
- ولكن هناك حيث الحرية لا يوجد من يحميك ؟؟ كيف ستحارب ؟؟ العالم قاسي ؟؟كيف ستواجهه ؟؟ الا تخاف ان تلتهمك قطة ؟؟ او ان تموت جوعاً ؟؟ الا تخاف .. عد الى قفصك انا اتعهد لك بالحماية والرعاية .. والغذاء ... عد حيث كنت ..
- لا لن اعود .. اني افظل ان اموت بين انياب قط ولا يفنى جناحي وتتكسر ريشي من قلة الطيران ... اني افضل ان اموت جوعاً على ان اموت من حرمان الحرية .. اني افضل ان يدوسني الكبار الضخام .. ولا افقد يوما حريتي .. وتتقلص هويتي فتكون كالاقزام .. ان أموت حراً هذه امنيتي .. وعلى أي حال بعده اموت .. ما عدت ابالي .. لن اعود للقفص .. لن اغير شخصيتي وتكويني .. خلقت لكي اطير .. سأطير .. انا حر .. انا حر .. انا حر ...
ورفرف بجناحية وطار بعيدا ....
سالت دمعة من عيني ..حزنا لفراقه الماً لمصابه .. .. ونظرت بعيني من نافذتي .. السماء زرقاء صافيه .. النسمات العذبه الصباحية تغريني بالخروج .. رائحة الصباح .. اصبحنا وأصبح الملك لله .. يا سبحان الله ... فعلا من يذوق حلاوة الحرية لا يحب ان يعود الى قفص اللاحرية .. ..
الحرية ... خرجت مسرعة ً .. وفتحت باب القفص مسكت العصفور الثاني بيدي وقذفت به ليحلق عالياً .. وانا ابتسم ..
- حلق .. حلق .. الى الحرية .. خذ حريتك .. ولدنا احراراً ونموت احراراً .. ليس لي ولا لغير الحق بسلب حرية الاخر .. حلق بعيداً .. الى حيث الحرية ... الحرية .. الحرية
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى